رسالة إلى رامى حجاج وأخوانه فى المنحة الربانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخونا وحبيبنا وصديقنا / م . رامى حجاج
وحشتنا جداً جداً .. اشتقنا كثيراً للقائك واشتقنا كثيراً لصوتك ...
ندعو الله لكم ليلاً ونهاراً بأن يربط على قلوبكم وأن ينفعكم بما أنتم فيه ، فكما هو درب الصالحين دائما - يحولون المحن إلى منح - لا يهمهم كيد الكائدين ولا ظلم الظالمين ، فرحنا جداً بفرحكم وسعدنا بسعادتكم و سرتنا بهجتكم وأنتم تنزلون من سيارات الترحيل ، رافعين كتاب الله بأيمانكم وعلامات النصر بشمائلكم ، ورب الكعبة لقد ود الكثير منا أن يكون معكم ، ولكننا لا نتمنى لقاء العدو ، ونحتسب على الله أن يثبتنا كم ثبتكم ، لقد أدهشتم الجميع بسلوككم وأشرقتم علينا بنور من الله ألقاه على وجوهكم ، ووالله لا يصبر على هذا الابتلاء إلا رجال تربوا فى حقول الدعوة إلى الله ، يعرفون أن المؤمن مصاب ومبتلى فى نفسه وماله وأهله ، ونحسبكم والله من المؤمنين الصالحين ولا نزكيكم على الله ، ورغم صغر سن بعضكم إلا أننا على يقين أنه لن يخرج من هذه المنحة صغار ، و والله إننا على يقين أن أصغركم سناً سيصبح غداً من جبال ورموز العمل للإسلام ، لأن الله يختار من يمحصه ويبتليه ، واعلموا أن المؤمن يحيا دائما بين أمرين : يسر وعسر, وكلاهما نعمة لو أيقن ففي اليسر يكون الشكر }وسيجزي الله الشكرين} وفي العسر يكون الصبر {إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب{ وبالتالي فالمؤمن الحق لا يعرف اليأس والقنوط , مهما اشتدت به الأهوال وتمكنت منه الابتلاءات , ذلك لأنه يعلم أن الابتلاء إنما هو امتحان من الله سبحانه لعباده وهو أعلم بهم قال سبحانه : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم{
المؤمن الحق لابد وأن يفوض أمره كله لله ولايظن أن فيما ابتلاه الله به شرا .. بل إن الخير كله فيما قدره الله وذلك تصديقاً لقول الحق سبحانه { فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا{ .
فلا يضيق المؤمن صدرا بما ينزل به , وليعلم أن مع العسر يسرا كما قال الله تعالى : {فإن مع العسر يسرا أن مع العسرا يسرا{ .
وليستبشر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [إن الفرج مع الكرب ] وبقوله أيضا : [ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله ماعليه خطيئة ] .
وليعلم المؤمن أنه كلما اشتدت ظلمة الليل اقترب نور الفجر ..ورحم الله القائل :
ولرب حادثة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله فيها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقتها *** فرجت وكنت أضنها لاتفرج
فإذا وقع البلاء بالمؤمن فليتحل بالصبر وليزم الدعاء .. قال سبحانه : {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاهو وأن يردك بخير فلا راد لفضله} وقال سبحانه : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء {.
وليثق المؤمن دائما أن ربه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ولا يرد من وقف ببابه , ولا يخيب من التجأ بجنابه ..
إخوانك وأحبائك
No comments:
Post a Comment