رسالة أبعثها إلى أحبابي في برج العرب
'إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة. يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة،
وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة
'إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدؤوب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضوجها، ويقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه بحال، ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصبح ثمرة ويجني القطاف فأجره في ذلك على الله
ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين، إما النصر والسيادة وإما النصر والسعادة
إن غايتنا تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية
الكاملة في كل مظاهر الحياة
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون (138) (البقرة)،
وإن وسيلتهم في ذلك تنحصر في تغيير الوضع العام وتربية أنصار الدعوة على هذه التعاليم حتى يكونوا قدوة لغيرهم في التمسك بها والحرص عليها والنزول على حكمها'.
لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية من الإيمان بالله والزهادة في متعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود والتضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق، وحب الموت في سبيل الله والسير في ذلك كله على هدي القرآن الكريم، فعلى هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم وأصلحوا نفوسكم وركزوا دعوتكم وقودوا الأمة إلى الخير، والله معكم ولن يتركم أعمالكم ولا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين
الإمام حسن البنا
No comments:
Post a Comment